هل يُحطم روح المهمشين المغاربة أسطورة الأرجنتين الشابة في نهائي تشيلي الملحمي؟
هل يُحطم روح المهمشين المغاربة أسطورة الأرجنتين الشابة في نهائي تشيلي الملحمي؟
عالم كرة القدم الشابة على وشك أن يشهد تاريخًا جديدًا مع وصول كأس العالم للشباب 2025 إلى ذروته في سانتياغو، تشيلي. في 19 أكتوبر 2025، على الملعب الأيقوني إستاديو ناسيونال خوليو مارتينيز برادانوس، ستتصادم دولتان عملاقتان—الأرجنتين والمغرب—في نهائي يعد بالدراما والمهارة، وربما تحولًا زلزاليًا في ديناميكيات كرة القدم العالمية. الأرجنتين، الحائزة على السجل بستة ألقاب، تسعى للعنوان السابع لتؤكد هيمنتها في تطوير الشباب. أما المغرب، الفريق المفاجئ للبطولة، فيهدف إلى نقش اسمه في سجلات كرة القدم بأن يصبح أول دولة أفريقية ترفع الكأس. مع نجوم المستقبل على الجانبين، ومعارك تكتيكية تتخمر، وجماهير شغوفة جاهزة للصرخة، هذا ليس مجرد مباراة—إنه قصة تراث مقابل طموح. وبما أن التاريخ الحالي هو 20 أكتوبر 2025، لا يزال الترقب لمباراة الأمس يتردد، لكن دعونا نغوص فيما جعل هذا الصدام مثيرًا للغاية.
رحلة الأرجنتين إلى النهائي كانت مهيمنة تمامًا، شهادة على تاريخها الغني في البطولة. "لا ألبيسييليستي" فازت بجميع ست مبارياتها في تشيلي، وسجلت 15 هدفًا مقابل هدفين فقط. شمل مسارها إذلال أستراليا 4-1 في دور المجموعات، فوز قاسٍ 1-0 على إيطاليا في دور الـ16، تدمير نيجيريا 4-0 في ربع النهائي، انتصار 2-0 على المكسيك في نصف النهائي، وفوز ضيق 1-0 على كولومبيا في آخر مباراة مجموعة. يدرب الفريق دييغو بلاسنتي، فائز كأس عالم سابق، وفريقه مليء بالمواهب التي تثير ضجة في أوروبا بالفعل. ليست هذه أول مرة؛ فازوا في 1979، 1995، 1997، 2001، 2005، و2007، غالبًا ما أطلقوا مسيرة لاعبين مثل دييغو مارادونا وليونيل ميسي. في الواقع، الجيل الحالي استوحى من بطولات ميسي في 2005، مشاهدًا تسجيلات نهائياته لإشعال حماستهم. لكن الإصابات اختبرت عمقهم: ألفارو مونتورو خارج بكسر في الترقوة، وفالنتي بييراني خارج بإصابة ركبة من ربع النهائي.
من الجانب الآخر، رسم أسود الأطلس المغاربة قصة خرافية، متحدين الاحتمالات للوصول إلى أول نهائي لهم في فئة الشباب. بدأ الأفارقة بفوز 2-1 على البرازيل في دور المجموعات، تلاه 2-1 على كوريا الجنوبية، خسارة 0-1 أمام المكسيك (خسارتهم الوحيدة)، انتصار 3-1 على الولايات المتحدة في دور الـ16، وفوز بركلات الترجيح على فرنسا (1-1، 5-4) في نصف النهائي. تحت قيادة المدرب محمد وهبي، أظهر المغرب صمودًا، مسجلًا في كل ربع نهائي رغم الاستسلام في آخر خمس مباريات. هذا الفريق، مع لاعبين كثر يلعبون في أوروبا، يمثل نهضة مغربية ناشئة في كرة القدم، متابعًا لوصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022. اللاعب السابق ياسين زوشو يعتقد أن "المهمشين" يمكنهم صدمة الأرجنتين، مشددًا على انضباطهم التكتيكي وقوة الهجمات المرتدة. بالنسبة للمغرب، هذا النهائي أكثر من مجرد كأس—إنه فرصة لإلهام قارة وإثبات تنافسية كرة القدم الأفريقية عالميًا.
غوصًا أعمق في اللاعبين الذين قد يحددون مصير هذا النهائي، تفتخر الأرجنتين بتشكيلة مليئة بنجوم المستقبل. يقود الهجوم أليخو ساركو من باير ليفركوزن، هداف البطولة بأربعة أهداف، معروف بإنهائه السريري وقدرته الجوية. يدعمه خوليو سولر من بورنموث، مدافع-وسط متعدد الاستخدامات، توماس بيريز من بورتو الذي يرسي الخلفية بهدوء، وجيانلوكا بريستياني من بنفيكا، جناح مبدع بمهارات الدريبل تشبه الشاب أنجيل دي ماريا. التشكيلة المتوقعة 5-4-1 تؤكد الصمود الدفاعي: باربي في الحراسة؛ غوروسيتو، راميريز، بيريز، فيلالبا، وسولر في الدفاع؛ سوبيابري، أكونيا، ديلغادو، وبريستياني في الوسط؛ ساركو في الأمام. هذا الإعداد يسمح للأرجنتين بامتصاص الضغط والضرب المرتد بسرعة، مستفيدين من سجلهم غير المهزوم وشباك نظيفة في أربع من ست مباريات.
يرد المغرب بـ4-2-3-1 متوازن، مع ياسر زبيري من فاماليكاو كمهاجم رئيسي، مسجلًا ثلاثة أهداف بغريزة الصياد. جيسيم ياسين من دونكيرك، بأهدافين وثلاثة تمريرات حاسمة، يضيف الإبداع على الجناح، بينما أوثمان معمة من واتفورد يضيف الإبداع بهدف وثلاث تمريرات. التشكيلة المحتملة تشمل بنشاوش (أو غوميس) في الحراسة؛ مجني، باوف، باختي، وزهواني في الدفاع؛ بيار وخليفي في الوسط؛ معمة، عيسادك، وياسين خلف زبيري. قوتهم في الانتقالات السريعة وتهديدات الركلات الثابتة، لكن الضعف الدفاعي—الاستسلام بانتظام—قد يُستغل من هجوم الأرجنتين. لاعبون مثل هؤلاء يجسدون مزيج المغرب بين المواهب المحلية والتلميع الأوروبي، مما يجعلهم قوة غير متوقعة.
المباراة الشطرنجية التكتيكية بين بلاسنتي ووهبي ستكون مذهلة. شكل الأرجنتين المضغوط يهدف إلى إحباط هجمات المغرب، مما يفرض الأخطاء والضرب المرتد. أما المغرب فيزدهر تحت وضع المهمش، مستخدمًا الضغط العالي والتكديس على الأطراف لخلق الفرص. التوقعات تميل نحو الأرجنتين بسبب خبرتهم وشكلهم، مع توقع فوز 2-1—كلا الفريقين يسجلان لكن أقل من 3.5 أهداف إجماليًا، تعكس طبيعة النهائيات الحذرة. ومع ذلك، إذا كرر المغرب بطولات الترجيح أمام فرنسا، قد يميل الميزان نحو الوقت الإضافي أو الركلات. الحكم موريزيو مارياني من إيطاليا سيشرف على الإجراءات، مضمونًا اللعب النظيف في مواجهة قد تكون عنيفة.
المكان نفسه يضيف طبقات من الإثارة. إستاديو ناسيونال خوليو مارتينيز برادانوس، بسعة 48,000، غارق في التاريخ—استضاف نهائي كأس العالم 1962 وعدة مواجهات قارية. مع خلفية جبال الأنديز، ستكون الأجواء كهربائية، مكبرة بجاليات الأرجنتينيين والمغاربة الشغوفين في تشيلي، بالإضافة إلى المشاهدين العالميين. الصافرة الأولى في 7 مساءً بتوقيت الشرق الأمريكي (8 مساءً محليًا) تعني عرضًا رئيسيًا عبر القارات. للمعجبين في الولايات المتحدة: fuboTV، FOX Sports، وTelemundo؛ في المملكة المتحدة: FIFA+؛ في كندا: TSN وAmazon Prime؛ وفي المغرب: BeIN Sports وArriyadia TNT. الأرض المحايدة تساوي الملعب، لكن ألفة الأرجنتين بشروط أمريكا الجنوبية قد تعطيها ميزة طفيفة.
خارج الملعب، يحمل هذا النهائي دلالات أوسع. بالنسبة للأرجنتين، الفوز سيغلق عصرًا ذهبيًا بعد انتصار كأس العالم الأول 2022، ناشرًا الجيل التالي في ظل ميسي. درس الفريق حتى بطولات ميسي في 2005 للتحفيز، مزجًا بين الحنين والطموح. أما للمغرب، الفوز سيكون تحوليًا، محفزًا الاستثمار في أكاديميات الشباب الأفريقية وملهمًا دولًا مثل السنغال ونيجيريا. نجاح المنتخب الأول في قطر رفع المستوى بالفعل، وهذا الفريق قد يسرع ذلك الزخم. اقتصاديًا، سلطت البطولة في تشيلي الضوء على دور كرة القدم الشابة في الوحدة العالمية، مع FIFA تؤكد برامج التطوير.
مع التأمل في الإعداد، لا يمكن أن تكون الرهانات أعلى. تدخل الأرجنتين مفضلة، لكن قلب وحماس المغرب أسقط عمالقة من قبل. هل سيعوي أسود الأطلس للمجد، أم ستضيف الشباب الألبيسيستي فصلًا آخر لتراثهم الأسطوري؟ شاهد العالم بانفاس محبوسة، ومهما كان النتيجة، سيُتذكر هذا النهائي كصدام ثقافات ومواهب وأحلام. في بطولة عرضت نجومًا ناشئين من كل العالم، يجسد هذا الصدام لماذا تسحر كرة القدم الشابة—إنها حيث تُصنع المستقبلات.
توسعًا في التأثير الثقافي، معجبو المغرب، المعروفون باحتفالاتهم النابضة، متوقع أن يحولوا الملعب إلى بحر أحمر وأخضر، مرددين "ديما المغرب" لتحفيز فريقهم. صور من الانتصارات السابقة، مثل كأس العالم 2022، تظهر حشودًا تنفجر فرحًا، مشهدًا محتمل التكرار إذا انتصروا. معجبو الأرجنتين، بطبولهم الإيقاعية وعلاماتهم، سيردون بحماس مستمد من عقود من النجاح. هذا الاندماج الثقافي في تشيلي يبرز قوة كرة القدم في ربط الفجوات.
من حيث الاستراتيجية، نظام الأرجنتين الخماسي الخلفي قد يُبطل لعب الأجنحة المغربي، مما يفرضهم مركزيًا حيث يتفوق بيريز وراميريز في الاعتراضات. قد يستهدف المغرب الركلات الثابتة، حيث طول زبيري أصل. إحصائيًا، متوسط الاستحواذ الأرجنتيني 71% مقابل 48% مغربي، مشيرًا إلى معركة استحواذ مقابل مرتد. احتمالات الرهان تفضل الأرجنتين بـ1.75، المغرب بـ4.50، والتعادل بـ3.40—مؤشرًا على مباراة قريبة.
في النهاية، هذا النهائي ليس مجرد 90 دقيقة—إنه لقطة من تطور كرة القدم. نظام أكاديميات الأرجنتين، المنتج لمواهب لأندية أوروبا الكبرى، يواجه بنية تحتية مغربية ناشئة مدعومة باستثمارات ملكية. فوزًا أو خسارة، سيُنتج كلا الفريقين لاعبين مصيريين للنجومية الأولى. مع صافرة البداية، السؤال يبقى: هل ينجح المغرب في انقلاب العقد، أم تسود نسب الأرجنتين؟ الإجابة، الآن محفورة في التاريخ، تؤكد جمال اللعبة الجميلة.
Comments
Post a Comment