انتصار تاريخي: المنتخب السعودي يتأهل لكأس العالم 2026 بعد تعادل مثير مع العراق – فوز معنوي يلهب الجماهير!
انتصار تاريخي: المنتخب السعودي يتأهل لكأس العالم 2026 بعد تعادل مثير مع العراق – فوز معنوي يلهب الجماهير!

في ليلة لا تُنسى من ليالي كرة القدم الآسيوية، حقق المنتخب الوطني السعودي إنجازاً تاريخياً بتأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. جاء هذا التأهل بعد تعادل مثير بدون أهداف مع المنتخب العراقي، في المباراة التي أقيمت يوم أمس 14 أكتوبر 2025، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. على الرغم من أن النتيجة كانت تعادلاً، إلا أنها كانت بمثابة فوز كبير للصقور الخضر، حيث ضمنت لهم الصدارة في المجموعة B من الدور الرابع لتصفيات آسيا، برصيد 4 نقاط، متفوقين على العراق بفارق الأهداف المسجلة.
كانت المباراة مليئة بالتوتر والإثارة، حيث حضر أكثر من 60 ألف متفرج، ملأوا المدرجات بألوان الخضراء والأبيض، مرددين هتافات التشجيع التي ألهبت حماس اللاعبين. تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي أثبت مرة أخرى عبقريته التكتيكية، استطاع المنتخب السعودي الحفاظ على شباكه نظيفة، رغم الضغط الشديد من الجانب العراقي في الدقائق الأخيرة. هذا التأهل هو السابع في تاريخ المنتخب السعودي لكأس العالم، منذ مشاركته الأولى في عام 1994، ويأتي كتتويج لجهود متواصلة في بناء جيل جديد من اللاعبين الشباب الموهوبين.
دعونا نعود إلى تفاصيل المباراة. بدأت المواجهة بوتيرة هادئة نسبياً في الشوط الأول، حيث ركز كلا الفريقين على الدفاع المنظم لتجنب أي أخطاء مبكرة. كان صالح أبو الشامات أبرز اللاعبين في صفوف السعودية، حيث أهدر فرصة في الدقيقة 13 عندما سدد كرة فوق المرمى. مع بداية الشوط الثاني، زادت الإثارة، حيث مرر أبو الشامات كرة عرضية إلى فراس البريكان، الذي مررها بدوره إلى سعود عبد الحميد، لكن التسديدة ذهبت بعيداً عن المرمى. في الدقيقة 51، أنقذ حارس العراق جلال حسن تسديدة قوية من أبو الشامات، ثم أوقف محاولتين أخريين من سالم الدوسري وناصر الدوسري في الدقيقة 63.
من جانب العراق، الذي يقوده المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، كانت الفرص نادرة، لكنها كانت خطيرة. في الدقيقة 75، أوقف حسن التمبكتي مهاجم العراق مهند علي بتدخل دفاعي حاسم. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، سدد حسن عبد الكريم ركلة حرة منحنية من 25 ياردة، لكن حارس السعودية نواف العقيدي أنقذها ببراعة، محافظاً على التعادل. انتهت المباراة بصافرة الحكم، وانفجر الملعب فرحاً، حيث احتفل اللاعبون والجماهير معاً بهذا الإنجاز.
أداء اللاعبين كان مفتاح النجاح. سالم الدوسري، قائد الفريق، حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، بفضل سيطرته على خط الوسط ومساهمته في الهجمات. صالح أبو الشامات كان النجم الهجومي، بينما أظهر الدفاع صلابة كبيرة، خاصة مع حسن التمبكتي وعلي البليهي. من الجانب العراقي، تألق الحارس جلال حسن بتصدياته، لكنه لم يتمكن من منع التأهل السعودي. قال رينارد بعد المباراة: "لقد حققنا شيئاً استثنائياً، والجماهير كانت اللاعب الثاني عشر."
هذا التأهل ليس مجرد نتيجة مباراة واحدة، بل ثمرة مسيرة طويلة. في الدور الثاني من التصفيات، حقق المنتخب السعودي 13 نقطة من مجموعة G، ثم احتل المركز الثالث في الدور الثالث برصيد 13 نقطة من 10 مباريات. أما العراق، فقد فاز بجميع مبارياته في الدور الثاني (17 هدفاً مسجلاً، هدفين فقط مستقبلين)، لكنه احتل المركز الثالث في الدور الثالث برصيد 15 نقطة. الآن، سيواجه العراق الإمارات في مباراتين ذهاباً وإياباً الشهر المقبل، لتحديد من يتقدم إلى الملحق العالمي في مارس.
تاريخياً، يُعد المنتخب السعودي واحداً من أبرز المنتخبات الآسيوية. شارك في كأس العالم ست مرات سابقاً، ووصل إلى دور الـ16 في 1994، حيث سجل سعيد العويرن هدفه الشهير أمام بلجيكا. في السنوات الأخيرة، شهدت الكرة السعودية تطوراً هائلاً، بفضل الدوري السعودي للمحترفين، الذي جذب نجوماً عالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار، مما رفع مستوى اللاعبين المحليين. هذا التأهل يعزز من مكانة السعودية كقوة كروية، خاصة مع استضافتها لكأس العالم 2034، حيث سيتم تجديد ملعب الملك عبدالله ليستضيف مباريات المجموعات والأدوار الإقصائية.

من الناحية الاجتماعية، أثار هذا الإنجاز موجة من الفرح في المملكة. انتشرت الاحتفالات في الشوارع، وغرد ملايين المشجعين على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بأداء الفريق. الملك سلمان بن عبد العزيز أشاد باللاعبين، معتبراً التأهل "فخراً وطنياً". كما أن هذا النجاح يعزز من دور الرياضة في تعزيز الوحدة الوطنية، خاصة مع مشاركة النساء في الملاعب منذ سنوات قليلة، مما يعكس التغييرات الاجتماعية في السعودية.
بالنظر إلى المستقبل، يواجه المنتخب السعودي تحديات في كأس العالم 2026، حيث سيلعب في بطولة موسعة تضم 48 فريقاً. سيعتمد رينارد على مزيج من الخبرة والشباب، مثل محمد كنو وسالم الدوسري، إلى جانب مواهب ناشئة مثل أبو الشامات. من المتوقع أن يشارك الفريق في مباريات ودية قوية للتحضير، ربما أمام منتخبات أوروبية أو أمريكية جنوبية.
في الختام، كان تعادل أمس بمثابة فوز استراتيجي، يؤكد على قوة المنتخب السعودي وإصراره. هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة جديدة نحو تحقيق أحلام الجماهير. مع كأس العالم 2026 على الأبواب، ينتظر العالم رؤية الصقور الخضر تطير عالياً مرة أخرى. الف مبروك للمنتخب السعودي، ولكل عشاق الكرة في المملكة!

Comments
Post a Comment